شهد تطبيق DHgate الصيني للتجارة الإلكترونية صعودًا كبيرًا في تصنيفات متجر التطبيقات مؤخرًا، خصوصًا بعد التوترات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين، وتحديدًا الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. ولكن، ما هو هذا الموقع بالتحديد؟ وما مدى أمان استخدامه؟ وهل يستحق التجربة فعلًا؟
ما هو DHgate وما أصل التسمية؟
تم تأسيس موقع DHgate عام 2004 بهدف ربط المشترين الدوليين بالمصنعين الصينيين مباشرة. يشير اسم المنصة إلى مدينة "دونهوانغ" الصينية، التي كانت محطة هامة في طريق الحرير التجاري القديم. يشتهر الموقع بكونه سوقًا إلكترونيًا يتيح شراء المنتجات بأسعار منخفضة، خاصة عند الشراء بالجملة، وقد بدأ كموقع مخصص لتعاملات الشركات (B2B) قبل أن يتحول إلى البيع للأفراد كذلك.
بحلول أواخر عام 2023، صرّحت الشركة بأن لديها أكثر من 77 مليون مشتري مسجلين من مختلف أنحاء العالم، يشترون من نحو 2.6 مليون بائع داخل الصين وخارجها. ولكن بعض هذه الأرقام قد تكون مبالغًا فيها، خاصة أن عدد الدول لا يتجاوز 200 دولة.
لماذا أصبح موقع DHgate شائعًا فجأة؟
ارتفعت شهرة DHgate بفضل منصات التواصل الاجتماعي، خاصة TikTok، حيث نشر بعض المستخدمين مقاطع فيديو تروّج للمنصة كمصدر لشراء منتجات شبيهة بالعلامات التجارية الفاخرة بأسعار زهيدة. فمع ارتفاع الرسوم الجمركية، بدأ المستهلكون في البحث عن طرق لتوفير المال، وكان DHgate أحد البدائل المثيرة للجدل.
كما أن عددًا من المؤثرين على TikTok وFacebook شاركوا تجاربهم مع الموقع، مما ساهم في زيادة شعبيته بشكل كبير، رغم الجدل المتعلق بجودة المنتجات ومصداقية البائعين.
كيف يعمل موقع DHgate؟
يعمل DHgate كسوق وسيط بين البائعين والمشترين. يمكنك تصفح الموقع أو تحميل التطبيق، والبحث عن أي منتج تريده باستخدام شريط البحث. يتم تصنيف المنتجات ضمن مجموعات متنوعة، ويُعرض عدد كبير منها بأسعار مغرية جدًا.
على سبيل المثال، يُظهر البحث عن كلمة "كمبيوتر محمول" أكثر من 73,000 نتيجة، العديد منها نسخ غير أصلية. ومع ذلك، يتيح الموقع مراجعات من المستخدمين وتقييمات للبائعين، وهي أدوات مهمة لتقليل مخاطر الشراء.
من المهم معرفة أن DHgate لا يبيع مباشرة، بل يربطك بالبائع، ما يعني أن جودة الخدمة تختلف من بائع لآخر.
هل الشراء من DHgate آمن؟
من حيث حماية البيانات، يُعد الموقع آمنًا نسبيًا. فهو يوفر نظام حماية للمشتري يشبه نظام "الضمان الوسيط"، حيث لا تُحوّل المدفوعات للبائع حتى يؤكد المشتري استلام المنتج.
لكن من حيث جودة المنتجات، فالأمر مختلف. فبعض السلع قد تكون مقلدة أو ذات جودة متدنية، خاصة السلع المرتبطة بالعلامات التجارية العالمية. وقد يؤدي شراء منتجات مقلدة إلى مصادرتها من قبل الجمارك في بعض الدول.
وفقًا لبعض الخبراء، هناك بائعون محترفون يقدمون منتجات بجودة مقبولة أو عالية، لكنها تظل مغامرة يجب أن تخوضها بحذر، خاصة في غياب ضمانات حقيقية من الموقع.
هل الأسعار على DHgate أرخص فعلًا؟
نعم، الأسعار عادة أرخص، ولكن ليس دائمًا. فالعوامل المؤثرة مثل الرسوم الجمركية والتأخير في الشحن قد تقلل من الفارق السعري، خصوصًا في الدول التي تفرض ضرائب استيراد صارمة على المنتجات القادمة من الصين.
أيضًا، لا ينصح بشراء المنتجات الكهربائية أو الألعاب من الموقع دون التأكد من توافقها مع معايير الجودة في بلدك، نظرًا لاحتمال وجود مخاطر تتعلق بالسلامة.
هل يجب عليك استخدام DHgate؟
يعتمد ذلك على ما تبحث عنه، ومدى استعدادك لتحمل بعض المخاطر. إذا كنت تبحث عن منتج غير مكلف أو ترغب بتجربة بدائل أرخص، فقد يكون DHgate خيارًا يستحق التجربة. لكن يجب دائمًا:
- التحقق من تقييمات البائعين.
- قراءة مراجعات المشترين السابقين.
- تجنب المنتجات التي تنتهك حقوق العلامات التجارية.
- الانتباه إلى سياسات الجمارك في بلدك.
خلاصة: هل DHgate يستحق التجربة؟
موقع DHgate يقدم تجربة تسوق مختلفة، تتيح لك الوصول إلى منتجات بأسعار منخفضة مباشرة من المصانع. لكنه ليس منصة خالية من المخاطر، خصوصًا مع انتشار المنتجات المقلدة وتفاوت جودة البائعين. من الأفضل أن تتعامل بحذر، وأن تبدأ بشراء كميات صغيرة لاختبار الخدمة قبل أن تُقدم على شراء منتجات أكثر تكلفة.